عين الوداد
قلت في استبقاء وُدٍ قديم باعثها صديق تغيّر وداده، وبعُد اقترابه:
من بعد ما جاء الربيع تبسمت تلك الفيافي والحياة تنادي
آوي إلى أكرومة قد جادها غيث الزمان فهاذِ ظل فؤادي
وطيور وادينا تغرّد دائماً وتبث ألحان الوفا للنادي
وتبدلت حال الزمان حوالكاً فتحولت تلك الربى لبوادي
وتعجبت أكرومتي مما دهى أرض الربيع وسفح كل الوادي
وقناتنا ريانةُ الماء النقي قد صابها ما صاب عرق الصادي
وطيور وادينا بهجرتنا غدت تبكي وتمسح دمعها للغادي
هذا حداء البين ردد صوته جبل صداه كصوت يوم تنادِ
وتضايقت نفسي على ما مارست في دهرها من صارف أو غادي
لكن ذبول الزهر من أكرومتي جعلت فؤادي متعباً بسهادي
أتسير أيام الربيع ولا أرى زهر الربيع وجدولاً لودادي؟
يجري وفاء ساقياً أرض الربى لا عاش من ترك العهود تنادي!
فلإن تبدل صفو يوم ودادنا ببروق مظلمة وهُزمِ رعادِ
فلَأبقينْ ما إن حييت على ربى أرضي، وأسقيها دماء فؤادي
ولَأحفرنَّ قناة جدول ماءها لتعود غدراناً خبارِ الوادي
ولَأنبتنْ زهر الربيع كما غدا وطيور وادينا تناغي الشادي
أما وعن أكرومتي فسقيتها ماء يسمى ماء عين ودادي
22/محرم/1446هـ
سلام الله عليك
قصيدة مُشجية مطربة ، فيها صدق التعبير وجمال الإحساس الحزين ، والاطراد والانسجام والرقة والطبع وعدم التكلف في أبياتها من ملامح الإجادة الشعرية ، زادك الله تمكينا ، رمزية القصيدة جميلة، قصدت فيها الرمز للحياة بالربيع، وللصداقة بالشجرة، و لا تنس قول الأصمعي جواباً عن أحسن الشعر : ما سابق لفظه معناه ، فالوضوح مطلب عبر عنه ابن رشيق بقوله خير الشعر ماأعطى القياد فهمته العامة ورضيته الخاصة إلخ… ولا بأس بشيء من الغموض ويسير من الإبهام بقدر ما يحتاج من الملح في الطعام.
أجمل ابياتها آخرها في قولك
أتسير أيام الربيع…
وأحسن منه :
فلأبقين ما إن حييت..
وأعذب منه :
ولأحفرن قناة…